كيف يؤثر قرار الفائدة على الأسواق؟

تعيش الأسواق العالمية حالة ترقّب حذرة بعد قرارات نقدية متباينة من كبرى البنوك المركزية، حيث خفّض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية، بينما تمسّك كلّ من بنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي بسياسة التجميد من دون أي تعديل.

هذا التباين في السياسات أدخل العملات والأسهم في دوامة من التقلبات: الين الياباني يهبط إلى أدنى مستوى له منذ ٨ أشهر، الدولار الأميركي ينتعش بدعم من تصريحات جيروم باول التي قلّصت فرص خفض جديد في ديسمبر، فيما تشهد الأسهم الأوروبية والذهب تحركات محدودة بانتظار نتائج لقاء ترامب وشي جين بينغ الذي قد يعيد رسم ملامح المشهد الاقتصادي العالمي.

لامس مؤشر نيكي الياباني مستوى قياسيا غير مسبوق عند 51620 نقطة قبل أن يغلق على 51325 نقطة، مدعوما بإحجام بنك اليابان عن رفع أسعار الفائدة.

ورغم تراجع الين إلى أدنى مستوياته في ٨ أشهر عند 153.52 مقابل الدولار، رأى محللون أنّ البنك المركزي يتوخى الحذر، خاصة مع بقاء التضخم المتوقع عند 2٪ حتى مارس 2027.

وجاء الارتفاع مدفوعا أيضا بتفاؤل الأسواق بشأن لقاء ترامب وشي في كوريا الجنوبية لتهدئة الحرب التجارية.

في المقابل، انخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.2٪ متأثرا بنتائج متباينة لشركات التكنولوجيا الأميركية، بعد إعلان ٣ منها عن خطط لتسريع الإنفاق الرأسمالي على الذكاء الاصطناعي، ما أثار قلق المستثمرين حول ارتفاع الكلفة.

كما ضغط ترقّب قرار البنك المركزي الأوروبي على السوق، إذ يُتوقع أن يُبقي أسعار الفائدة من دون تغيير للمرة الثالثة على التوالي، فيما استفادت أسهم التكنولوجيا الأوروبية من موجة تفاؤل طفيفة بنسبة 0.4٪، مقابل تراجع الإعلام بـ1.5٪.

وفي الأثناء، أعلن ترامب عن اتفاق مبدئي مع الصين لخفض الرسوم الجمركية واستئناف شراء فول الصويا الأميركي وضبط تجارة الفنتانيل، ما أضفى بعض الهدوء على الأسواق.

ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2٪ إلى 3937.88 دولارا للأوقية بدعم من تراجع الدولار، بينما خفّض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الفائدة ربع نقطة مئوية إلى نطاق بين 3.75 و4٪.

لكن تصريحات جيروم باول حدّت من التفاؤل، إذ أكّد أنّ الأسواق لا يجب أن تفترض خفضا جديدا في ديسمبر، في حين رأى محللون أن الانقسام داخل الفيدرالي يعقّد مسار السياسة النقدية المقبلة.

ورغم تراجع الدولار مبدئيا، عاود الصعود بنسبة 0.36٪ إلى 99.28 نقطة بعد نفي باول أيّ نية لتخفيض إضافي، ما كبح مكاسب الذهب مؤقتا.

توجّهت الأنظار إلى كوريا الجنوبية حيث يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الصيني شي جين بينغ، في محاولة لإحياء هدنة تجارية هشة.

وأشار المفاوضون إلى رغبة الطرفين في استئناف التعاون رغم استمرار التوتر، بينما أعلن ترامب عن اتفاق ثنائي مع سيول يهدف إلى تعزيز التجارة الثنائية.