صراعات‎

واشنطن تعيد رسم أوكرانيا.. ضمانات غربية وحدود لروسيا

نشر
AFP
 & 
أكّد مسؤول أميركي، الخميس، تقريرا إعلاميا يفيد بأنّ مسودة اتفاق السلام بين أوكرانيا وروسيا تتضمن التزاما من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا على غرار تلك الخاصة بحلف شمال الأطلسي، متعهدين بالردّ على أيّ هجمات مستقبلية ضدّها.
وأورد تقرير موقع أكسيوس أنّ "أي هجوم عسكري كبير ومتعمد ومستمرّ في المستقبل من جانب روسيا على أوكرانيا، سيعتبر هجوما يهدد السلام والأمن في منطقة عبر الأطلسي، وستردّ عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها وفقا لذلك، بما فيه استخدام القوة العسكرية".
وفي وقت سابق، كشفت الخطة التي تحظى بدعم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب في أوكرانيا أنّ على كييف تقديم تنازلات كبيرة، من بينها التخلي عن مساحات شاسعة من أراضيها في المناطق الشرقية وتقليص حجم جيشها إلى النصف، وفق مسودة اطلعت عليها وكالة فرانس برس.
وبموجب الخطة المقترحة والمؤلفة من 28 نقطة، سيتمّ "الاعتراف" بمنطقتي لوغانسك ودونيتسك بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، "كأراض روسية"، بما في ذلك من قبل الولايات المتحدة.
وأكّد البيت الأبيض أنّ المناقشات لا تزال جارية بشأن خطة السلام، بينما يكافح الجيش الأوكراني الأصغر حجما والأقلّ تجهيزا لاحتواء التقدم الروسي على الجبهة.
وتنصّ الخطة الأميركية أيضا على تقاسم منطقتين أخريين بين روسيا وأوكرانيا في الجنوب هما خيرسون وزابوريجيا، حيث تسببت غارة روسية مساء الخميس، بمقتل ٥ أشخاص على الأقل وإصابة العديد، بحسب ما أعلنت خدمات الطوارئ الأوكرانية على تليغرام.
وفي حال قبول كييف بالصيغة الحالية، يتوجب عليها أن تتخلى عن طموحها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تدرج هذا الأمر في دستورها.
كما تلحظ الخطة أن يقتصر عديد الجيش الأوكراني على 600 ألف جندي، وأن يلتزم حلف شمال الأطلسي بعدم نشر قوات في أوكرانيا، لكن طائرات مقاتلة أوروبية سوف تتمركز في بولندا لحماية كييف.
وبموجب المقترح، ستتم "إعادة دمج روسيا في الاقتصاد العالمي" والسماح لها بالعودة إلى مجموعة الـ٨ التي طردت منها عام 2014 بعد ضمها شبه جزيرة القرم.
وقالت الرئاسة الأوكرانية إنّ زيلينسكي تلقى رسميا مشروع خطة من الولايات المتحدة "يمكن، وفقا للتقييم الأميركي، أن يحيي (المساعي) الدبلوماسية".
وأوضحت أنّ زيلينسكي يعتزم أن يناقش مع نظيره الأميركي "خلال الأيام المقبلة الإمكانات الدبلوماسية المتاحة وأبرز النقاط الضرورية من أجل السلام".
وصرّح مسؤول أميركي رفيع لوكالة فرانس برس أنّ كييف طلبت تعديلا على بند في الخطة يتضمن "تدقيقا" للمساعدات وعقوبات في حال الكشف عن أي مخالفات، في وقت تعاني فيه أوكرانيا من فضيحة فساد كبرى.
لكن في النسخة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس، اختفى مفهوم التدقيق وحلّ مكانه تعهّد بأنّ "جميع الأطراف المشاركة في هذا النزاع ستحصل على عفو عام عن أفعالها خلال الحرب".
وتدعو خطة السلام التي تدعمها واشنطن إلى توقيع "اتفاقية عدم اعتداء" بين روسيا وأوكرانيا وأوروبا.
وفي حال "غزت روسيا أوكرانيا مرة أخرى"، فستواجه، وفقا للمسودة، ردا عسكريا "منسقا" وستخضع مرة أخرى لعقوبات دولية.
وتتضمن الخطة "ضمانات أمنية" لأوكرانيا لم تحدد تفاصيلها وخطة لإعادة الإعمار وإجراء انتخابات في غضون 100 يوم.
ومن ضمن المقترحات تمويل جهود إعادة الإعمار بما يصل إلى 100 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة حاليا.
وسيتمّ إعادة تشغيل محطة زابوريجيا للطاقة النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على أن يُقسم إنتاجها من الكهرباء مناصفة بين أوكرانيا وروسيا.
وأعرب مسؤول كبير في كييف في وقت سابق من اليوم عن أسفه لأن روسيا أملت مقترحات السلام ووافق الأميركيون عليها، مشيرا إلى أنه ليس من الواضح ما الذي يفترض أن تفعله موسكو في المقابل".
ولم يترك المقترح الأميركي انطباعا أوليا إيجابيا في بروكسل الخميس، حيث شدّدت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أن تحقيق السلام في أوكرانيا غير ممكن إلا بمشاركة الأوروبيين والأوكرانيين.
وسيتم مراقبة تنفيذ الخطة في حال موافقة جميع الأطراف عليها من قبل "مجلس سلام" يرأسه دونالد ترامب.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة