قائد ترقى بسرعة في صفوف حزب الله.. ماذا نعرف عن الطبطبائي؟
قتل الجيش الإسرائيلي الأحد القيادي العسكري البارز في حزب الله، هيثم علي الطبطبائي، في غارة على مشارف العاصمة اللبنانية جاءت على الرغم من وقف إطلاق النار المستمر منذ عام.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتله، وأكد حزب الله في وقت لاحق ذلك أيضا، وأشاد به ووصفه بأنه "القائد الكبير" الذي عمل على "مواجهة العدو الإسرائيلي حتى اللحظة الأخيرة من حياته".
وقضت إسرائيل بالفعل على معظم قيادات حزب الله خلال الحرب التي اندلعت بين أكتوبر 2023 ونوفمبر 2024 عندما أُبرمت هدنة بوساطة أميركية.
لكن الطبطبائي، الذي عُين قائدا عسكريا للحزب بعد أحدث حروبها مع إسرائيل، قُتل في عملية نادرة استهدفت شخصية بارزة في حزب الله بعد وقف إطلاق النار.

الدمار الذي خلفته الغارة الإسرائيلية في المبنى في ضاحية بيروت الجنوبية. AP
"شبح" ترقى في صفوف حزب الله
لم يكن الطباطبائي الذي أتم هذا الشهر عامه السابع والخمسين (ولد في الخامس من نوفمبر 1968)، شخصية معروفة لدى عامة اللبنانيين أو اسما متداولا على نطاق واسع.
قال مصدر أمني لبناني رفيع المستوى إن الطبطبائي وُلد في لبنان في عام 1968 لأب من أصول إيرانية وأم لبنانية.
وذكر المصدر أنه لم يكن عضوا مؤسسا في حزب الله، لكنه كان جزءا من "الجيل الثاني" للجماعة، إذ قاتل في صف حلفائها في سوريا واليمن.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الطبطبائي انضم إلى حزب الله في الثمانينيات وشغل عدة مناصب رفيعة، بما في ذلك منصب في قوة الرضوان، وهي قوة النخبة في حزب الله.
وقتلت إسرائيل معظم قادة قوة الرضوان العام الماضي.
وورد في بيان الجيش الإسرائيلي أن الطبطبائي قاد خلال حرب العام الماضي قسم العمليات في حزب الله وترقى في صفوفه مع تصفية كبار القادة الآخرين.
وأضاف البيان أنه بمجرد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، عُين الطبطبائي قائدا عسكريا للحزب و"عمل بشكل مكثف على استعادة جاهزيتهم للحرب مع إسرائيل".
وأكد المصدر الأمني اللبناني أن الطبطبائي ترقى سريعا مع مقتل مسؤولين كبار آخرين في حزب الله، وعُين قائدا عسكريا في العام الماضي.
وقال مركز (ألما)، وهو منظمة بحثية وتعليمية أمنية في إسرائيل، إن الطبطبائي نجا من هجمات إسرائيلية أخرى في سوريا وخلال الحرب في لبنان.
واغتالت إسرائيل عددا كبيرا من قياديي الحزب يتقدمهم أمينه العام التاريخي حسن نصرالله ومجموعة من قادة الوحدات المركزية والميدانية.
وكانت واشنطن تعتبر الطبطبائي "قائدا عسكريا بارزا في حزب الله قاد القوات الخاصة للحزب في سوريا واليمن".
إضافة إلى نصرالله، اغتالت إسرائيل في ضربات محددة قادة بارزين منهم فؤاد شكر الذي كان يتولى مهام "قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان"، وإبراهيم عقيل قائد قوة الرضوان، وعلي كركي الذي كان قائدا لجبهة الجنوب المحاذي للحدود مع إسرائيل.
على الرغم من وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل نحو عام، تواصل إسرائيل شنّ ضربات في لبنان، قائلة إنها تستهدف بنى عسكرية وعناصر في الحزب، متعهدة منعه من ترميم قدراته.