معركة القلم ضد الكيبورد.. لماذا لا يزال تعليم الكتابة اليدوية ضروريا؟
يستغرق تعلم الكتابة بالورقة والقلم قدرا من الوقت، سواء كان ذلك من خلال الإمساك بالقلم بشكل صحيح أو التأكد من أن جميع الحروف مكتوبة بشكل مستقيم على نفس سطر الكتابة.
وفي هذه الأيام، يتعجب بعض الأطفال من الضرورة وراء تعلمهم الكتابة يدويا، في حين أن كل شيء يكتب عادة على لوحة المفاتيح أو يملى على الهاتف.
كما أن البالغين لديهم آراء مختلفة بشأن هذه المسألة في ظل استمرار العالم الرقمي في التطور.
وفي ألمانيا، قام البروفيسور فريدريش شونفايس، بتطوير أداة تشخيصية تدعم الإملاء في جامعة مونستر، ويشرح الباحث التربوي والمعلم الإعلامي، سبب استمراره في اعتبار الكتابة اليدوية أمرا شديد الأهمية، ويقدم للآباء نصائح محددة بشأن كيفية دعم أطفالهم.
أهمية تعليم الأطفال الكتابة بالورقة والقلم
وعما إذا كان تعلم الأطفال الكتابة بالورقة والقلم لا يزال ضرورة، يقول فريدريش شونفايس "بالتأكيد، بل يجب أن يكون الأمر اعتياديا. كما أنه أمر لا غنى عنه حتى في عصر التكنولوجيا المتطورة.
من السذاجة تجاهل الإمكانيات الجديدة الكثيرة التي توفرها لوحات المفاتيح والأجهزة اللوحية والإدخال الصوتي. ومع ذلك، لا يجب اعتبارها مجرد خيارات حديثة أو قديمة ويمكن الاستغناء عنها، ولكن هي مجرد خيارات إضافية جديدة".
يؤكد شونفايس أن تعلم الكتابة بالقلم بشكل صحيح، يعد شرطا أساسيا لا غنى عنه، من أجل التمكن من استخدام لوحة المفاتيح.
وتُظهر الدراسات مرارا أن ذلك يجب أن يتم يدويا، باستخدام الورقة والقلم. لا يمكن استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح إلا من خلال تعلم الأحرف الفردية، وتطوير إدراك الفروق والتفاصيل الدقيقة، والتجميع السريع لمجموعات الحروف أو فك رموزها".
ما أهمية كتابة الحروف المتصلة؟
أما عن ضرورة تعلم الأطفال طريقة كتابة الحروف المتصلة، يقول شونفايس "نعم، يعد الانتقال إلى كتابة الحروف المتصلة ضروريا، لأن عنده فقط تكتمل عملية تعلم الكتابة. بمجرد أن يتقن الأطفال طريقة كتابة الحروف المتصلة، يمكنهم التركيز بشكل أفضل على محتوى عملية الكتابة أو نتائجها. نرى هذا ينعكس في مواد أخرى، مثل المسائل الكلامية في الرياضيات".
والسؤال هو، متى تكون الكتابة اليدوية "جيدة"؟ يقول شونفايس ردا على ذلك السؤال، "إن المعايير واضحة تماما.. يجب على من يكتب ومن يقرأ أن يكون قادرا على تحديد النتيجة بوضوح في وقت لاحق. ويتطلب ذلك حركات آلية ومريحة وغير مصطنعة".
كيف يدعم الآباء أطفالهم في الكتابة اليدوية؟
وبشأن كيفية دعم الآباء لأطفالهم من أجل تعلم الكتابة، يقول شونفايس:
- أولا، من المهم ألا يكتفي الأهل بمجرد ترك الأبناء يقومون بذلك بأنفسهم، بل يجب أن يدعموهم. كما أنه من المستحب أن يقوموا بذلك بالتشاور مع المعلم. ولكن يجب أن يمنحوا أنفسهم وأطفالهم وقتا كافيا.
- يضيف ناصحا الآباء "خصصوا وقتا كافيا لإتقان خطوات الكتابة في المرحلة الأولى، ولممارسة تمارين الكتابة. ركزوا في البداية على الحروف الفردية وشكلها المثالي فقط، واسمحوا لأطفالكم بإتقان الحركات"
- يوضح شونفايس "عند قيام أطفالكم بمسك القلم، تأكدوا من أنهم يستخدمونه من خلال طريقة الإحكام الثلاثي، بحيث يكون الإبهام والسبابة ممسكين بالقلم والإصبع الأوسط داعم لهما. ويجب الإصرار على إمساك القلم بهذه الطريقة باستمرار.
- بمجرد أن يبدأ الطفل في الشعور بالتوتر، يجب أخذ قسط من الراحة ثم الانتباه من جديد لطريقة مسكه للقلم.
- ينصح الباحث التربوي الآباء قائلا "قوموا بممارسة بعض الطقوس الصغيرة، فيمكنكم مثلا دق الجرس بين الحين والآخر أثناء وقت آداء الواجبات المنزلية، وذلك لحث طفلكم على مراجعة وضعيته".
- يقول الباحث "اجعلوا الكتابة اليدوية جزءا من ممارساتكم اليومية، من خلال كتابة البطاقات البريدية، وقوائم التسوق، والرسائل القصيرة، وتقارير الأبحاث، والوصفات، وتعليمات الألعاب، وتقارير السفر، وما إلى ذلك.
كيف نشجع أطفالنا على الكتابة اليدوية؟
عن إمكانية قيام الأهل بتحفيز أطفالهم، يقول شونفايس "يمكن لجميع الآباء افتراض أن أطفالهم متحمسون منذ البداية، أو أنهم يمكن تحفيزهم إذا استوعبوا بصورة جيدة أنهم يستطيعون إتقان الهدف من وراء الجهد والتحدي. ومع ذلك، فإنه من المعتاد أن يزول هذا الفضول الأولي والرغبة في التعلم والتطوير المستمر".
ويضيف "يتعين على الآباء حينئذ أن يشرحوا لأطفالهم أنهم في النهاية يقومون بذلك من أجل أنفسهم، وأن تعلمهم للكتابة سوف يزيد من استقلاليتهم، وسيمكّنهم من تبادل الأفكار مع الآخرين".