سياسة

سيناريوهات الرد الإسرائيلي على "الاعتراف بفلسطين"

نشر
blinx
في أعقاب إعلان العديد من حلفاء إسرائيل التاريخيين اعترافهم بالدولة الفلسطينية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه السريع لهذا الاعتراف، لكنه يبدو مترددًا في تحديد الخطوات العملية التي ستترجم هذا الموقف الخطابي إلى رد فعل ملموس، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان.
تشير التحليلات إلى أن خيارات نتنياهو محدودة أكثر مما قد يوحي به لمؤيديه. فقد هدد في السابق بضم الأراضي الفلسطينية المحتلة واتخاذ إجراءات ثنائية ضد الدول التي انضمت إلى موجة الاعتراف بفلسطين.
وسبق لإسرائيل أن اعتمدت أسلوب الرد الثنائي مع دول مثل أيرلندا والنرويج وإسبانيا عندما اعترفت بالدولة الفلسطينية العام الماضي، بما في ذلك سحب السفراء.

نفس النهج يضر بإسرائيل

ولكن تكرار نفس النهج الآن، مع مشاركة العديد من الحلفاء الرئيسيين، سيكون أكثر تعقيدًا وقد يضر بإسرائيل أكثر من الأهداف المرجوة، وفقًا لدبلوماسيين إسرائيليين سابقين، تحدثوا للصحيفة.
وقد يؤدي هذا المسار إلى تسريع تحول إسرائيل نحو حالة العزلة التي وصفها نتنياهو الأسبوع الماضي بـ"سوبر سبارطة"، قبل أن يتراجع بعد موجة الغضب العام والتحذيرات الاقتصادية.
وقال ألون لييل، دبلوماسي إسرائيلي سابق وشغل منصب سفير إسرائيل في جنوب إفريقيا: "أعتقد أن هذه معضلة صعبة للغاية، لذا قرر نتنياهو تأجيل الرد. لا توجد طريقة تمنع إسرائيل من الرد، ولا توجد طريقة تجعل ردها ذكيًا. الحكومة على وشك مناقشة أي الأخطاء التي ستقع فيها".

رد بعد لقاء ترامب

وقد منح العيد اليهودي، الذي احتُفل به يومي الاثنين والثلاثاء، بالإضافة إلى انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، نتنياهو فرصة لاستعادة بعض الوقت قبل اتخاذ قرار بشأن خياراته.
ومن المقرر أن يسافر نتنياهو إلى الولايات المتحدة لحضور الاجتماع، وأوضح أن رده على بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول سيكون بعد لقائه بترامب، في الوقت الذي يلتقي فيه الرئيس الأميركي مع قادة عرب في نيويورك.
قبل السفر، عقد نتنياهو اجتماعًا لمجلس الأمن الإسرائيلي لمناقشة الردود المحتملة على الاعتراف بفلسطين، وفقًا لتقارير الإعلام الإسرائيلي.
وفي مؤشر واضح على المخاوف المتعلقة بمخاطر الضم، لم يحضر أقوى المؤيدين لهذا التوجه، وهما الوزيران من أقصى اليمين إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

الضغوط الداخلية

ومع ذلك، قد تفوق الضغوط السياسية الداخلية المتعلقة بمحاكمة نتنياهو بتهم فساد والانتخابات المقبلة، مخاوفه من إغضاب ترامب، وفقًا لألون بينكاس، دبلوماسي إسرائيلي سابق.
وأشار بينكاس قائلاً: "نتنياهو قبل عامين أو ثلاثة لم يكن ليتجرأ على ضم أي شيء. لكن نتنياهو في سبتمبر 2025 غير متوازن؛ منفصل عن الواقع، يعاني من وهم العظمة بشأن إعادة رسم الخريطة الإقليمية، خائف من الانتخابات ومرعوب من محاكمته. إذا كانت كل هذه العوامل تشير إلى ضم جزئي، فقد يقوم بالفعل بشيء من هذا القبيل".

تداعيات قانونية ودبلوماسية

داخل إسرائيل، تباين النقاش بشكل مربك بين التأكيد على أن الاعتراف رمزي بلا أهمية، والغضب من الدول التي تقدمت بالاعتراف.
ومع أن فلسطين ذات السيادة لا تزال أكثر فكرة من كونها واقعًا ملموسًا، فإن الاعتراف يحمل تداعيات قانونية ودبلوماسية عميقة.
ويتمتع الاعتراف البريطاني بثقل تاريخي ودبلوماسي خاص بسبب دور بريطانيا في تمهيد الطريق لإنشاء دولة إسرائيل من خلال وعد بلفور عام 1917. وأوضح لييل: "أرى الأمر كحدث يتجاوز الثنائية البحتة؛ يجب فهمه في السياق التاريخي لوعد بلفور. إنه بمثابة تصحيح للدور التاريخي البريطاني".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة