سياسة

"طردنا إيران وحزب الله".. الشرع يتحدث عن ماضيه وعن الأسد

نشر
blinx
في خطوة تاريخية هي الأولى من نوعها، زار الرئيس السوري أحمد الشرع البيت الأبيض، ليصبح بذلك أول رئيس سوري يزور العاصمة الأميركية واشنطن.
وبعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدد من أعضاء الكونغرس، أجرى الشرع مقابلة مطولة مع صحيفة واشنطن بوست، تحدث فيها عن رؤيته لإعادة بناء العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة، وعن مسار المفاوضات مع إسرائيل، وملفات ما بعد الحرب.

إعادة بناء العلاقات ورفع العقوبات

أكد الشرع أن الهدف الأهم من زيارته إلى واشنطن هو بدء عملية بناء علاقة جديدة بين سوريا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين لم تكن جيدة خلال المئة عام الماضية.
وأوضح أن الجانبين بحثا عن مصالح مشتركة، ووجدا أن هناك الكثير من المجالات التي يمكن التعاون فيها، سواء في الجوانب الأمنية أو الاقتصادية.
وأشار إلى أن الاستقرار مرتبط بالاقتصاد، وأن التنمية الاقتصادية بدورها مرتبطة برفع العقوبات المفروضة على البلاد، مضيفاً أن النقاش حول هذا الملف مستمر منذ عدة أشهر، وقد تحقق فيه تقدم جيد، لكن القرار النهائي ما زال قيد الانتظار.

ملف أوستن تايس والمفقودين

تطرق الشرع إلى قضية الصحفي الأميركي أوستن تايس الذي اختفى في سوريا، وقال إن حكومته تمكنت من إطلاق سراح مواطن أميركي وتسليمه فوراً إلى السلطات الأميركية، مشيراً إلى أنه تم تأسيس لجنة للمفقودين، مع تركيز خاص على حاملي الجنسية الأميركية الذين فُقدوا في سوريا، بالتنسيق مع الجهات الأميركية.

ماضي الشرع كمقاتل

وفيما يتعلق بماضيه كمقاتل في العراق وسوريا، قال الشرع إن القتال ليس أمراً معيباً إذا كان من أجل أهداف نبيلة، خصوصاً عند الدفاع عن الأرض والشعب الذي يعاني من الظلم.
وأكد أنه خاض حروباً كثيرة دون أن يتسبب في مقتل أي شخص بريء، مشدداً على أن القتال يجب أن يستند إلى خلفية أخلاقية قوية.

العنف الطائفي ومرحلة الانتقال

وحول العنف الداخلي في سوريا، أشار الشرع إلى أن بلاده خرجت لتوها من حرب شرسة، بعد عقود من حكم ديكتاتوري، وأوضح أن سوريا تمر حالياً بمرحلة انتقالية تختلف فيها القوانين والأوضاع عن الدول المستقرة.
ولم ينفِ الشرع وجود مشكلات داخلية، لكنه شدد على أن بلاده في مرحلة إعادة بناء الدولة والقانون، مؤكداً أن هناك بعض الجماعات التي تسعى لتحقيق مصالح خاصة وتستخدم الانتماء الديني أو الطائفي كذريعة.

العلاقات مع إسرائيل.. طردنا إيران وحزب الله

وعن إسرائيل، أوضح الشرع أن سوريا خاضت حرباً معها قبل خمسين عاماً، وتم التوصل إلى اتفاق فصل القوات عام 1974 استمر حتى سقوط النظام السابق، حين ألغته إسرائيل ووسعت تواجد وجودها داخل الأراضي السورية وطردت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وكشف أن إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة جوية على سوريا منذ الثامن من ديسمبر، شملت قصف القصر الرئاسي ووزارة الدفاع، مؤكداً أن حكومته امتنعت عن الرد لأنها تركز على إعادة بناء البلاد.
وأكد الشرع أن التحركات الإسرائيلية داخل سوريا لا تنبع من مخاوف أمنية، بل من طموحات توسعية، لافتاً إلى أن دمشق طردت الميليشيات الإيرانية و"حزب الله" من أراضيها.
وأشار إلى أن سوريا تخوض مفاوضات مباشرة مع إسرائيل قطعت فيها شوطاً مهماً، لكن الوصول إلى اتفاق نهائي يتطلب انسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل 8 ديسمبر.
وبيّن أن الولايات المتحدة تشارك في هذه المفاوضات، وأن عدة أطراف دولية تؤيد الموقف السوري، مشيراً إلى أن الرئيس ترامب أبدى دعمه أيضاً لحل سريع لهذه المسألة.

العلاقة مع روسيا ومصير الأسد

أوضح الشرع أن دمشق تحتاج إلى روسيا لأنها عضو دائم في مجلس الأمن، ولأن لديها مصالح استراتيجية معها، مؤكداً أن حكومته لا تسعى إلى دفع موسكو إلى مواقف معادية.
وأشار الشرع إلى أن وجود بشار الأسد في روسيا يمثل إزعاجاً للحكومة الروسية، مؤكداً أن العلاقة بين حكومته وموسكو ما زالت في بدايتها، وأن سوريا ستحتفظ بحقها في المطالبة بتقديم الأسد إلى العدالة على الجرائم التي ارتكبها.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة