Atlantic Bastion.. بريطانيا تطلق ثورتها البحرية لردع موسكو
تتجه المملكة المتحدة إلى إعادة رسم هندسة أمنها البحري في مواجهة التهديد الروسي المتنامي تحت سطح البحر، وذلك عبر إطلاق برنامج دفاعي جديد تحت اسم Atlantic Bastion، وهو مشروع اعتبرته الحكومة البريطانية "خريطة طريق لمستقبل البحرية الملكية".
وبحسب تقرير نشرته
فايننشال تايمز، يأتي هذا البرنامج ردا مباشرا على تصاعد نشاط الغواصات الروسية وتحديث أسطولها الهجومي، وقدرتها المتزايدة على العمل بصمت شبه كامل في أعماق شمال الأطلسي، ما يعرّض البنى التحتية البحرية الحيوية للخطر.
تهديدات روسية متزايدة.. وبريطانيا تتحرك لردعها
تشير فايننشال تايمز إلى أن إطلاق روسيا لغواصتها النووية المتطورة خاباروفسك، Khabarovsk، والمزودة بتقنيات تخفيض ضوضاء متقدمة، أثار قلقا في الأوساط العسكرية الغربية.
تستطيع الغواصة الجديدة على التحرك لأميال طويلة دون رصد، ما يجعلها تهديدا مباشرا لخطوط الاتصالات والطاقة الممتدة تحت البحر.
كما ذكرت الصحيفة أنّ نشاط السفينة الروسية، Yantar، التي يعتقد أنها مخصصة لرسم خرائط الكابلات أو العبث بها، زاد من المخاوف البريطانية بشأن احتمال استهداف البنى التحتية البحرية الحساسة.
ومن جهتها، أكدت
ITV News أن الاستخبارات الدفاعية البريطانية لاحظت تسارعا في عمليات روسيا تحت البحر، بالتوازي مع تقارير عن تضرر كابلات في بحر البلطيق، مما دفع وزير الدفاع جون هيلي إلى التحذير قائلا: "نحن نعرف ما يفعله بوتين... ونستعد لردعه فوق وتحت الماء".
قوة هجينة تجمع الذكاء الاصطناعي بالغواصات والطائرات
بحسب ITV News، يشكل المشروع قوة بحرية هجينة عالية التقنية تجمع بين مركبات بحرية مستقلة، وطائرات استطلاع، وفرقاطات من طراز 26، وطائرات P-8 Poseidon، إلى جانب شبكة من أجهزة الاستشعار تحت البحر.
ويتضمن البرنامج منظومة جديدة تدعى Atlantic Net، ستبدأ العمل العام المقبل، وتعتمد على سرب من الغواصات الذاتية الغطس، gliders، القادرة على تعقب الغواصات المعادية في نطاق واسع من المحيط.
توضح فايننشال تايمز أن هذه الشبكة ترتكز على منطقة الفجوة بين غرينلاند وآيسلندا والمملكة المتحدة، GIUK Gap، وهي منطقة لطالما كانت خط الدفاع الأول لبريطانيا منذ الحرب الباردة.
ويشبه التقرير هذه الشبكة بنظام SOSUS الشهير الذي استخدمته الولايات المتحدة لتعقب الغواصات السوفييتية، لكنه الآن أكثر تطورا، إذ يعتمد على منصات متنقلة تعمل بالذكاء الاصطناعي بدلا من مجسات ثابتة.
تكنولوجيا متقدمة.. لكن الخبراء يحذرون من صعوبة مطاردة الغواصات الروسية
بحسب فايننشال تايمز، يرى خبراء بريطانيون أن الغواصات الروسية أصبحت "أهدأ بكثير" منذ ثمانينيات القرن الماضي، لدرجة تجعل رصدها تحديا حتى مع أحدث تقنيات الاستشعار.
ويؤكد ضباط سابقون في البحرية الملكية أن تعقب الغواصات الحديثة يتطلب مزيجا من التقنيات النشطة والسلبية، بما في ذلك السونار ثنائي المواقع، bi-static sonar، الذي تستخدمه الفرقاطات البريطانية من طراز 26، والتي ستشكل العمود الفقري للعملية.
نقلت صحيفة
الإندبندنت عن رئيس البحرية الملكية قوله إن بريطانيا "ستظل متقدمة على بوتين"، مشيرا إلى أن التحدي اليوم يكمن في حماية مجالات بحرية أصبحت أكثر ازدحاما، وأكثر عرضة للاستهداف من قبل موسكو، وأن Atlantic Bastion يمثل "ثورة تكنولوجية" في الدفاع البحري البريطاني.